وُلِدَ الأديب اللبناني المعاصر صلاح الدين الحريري في 3 آذار من العام 1945، في مدينة صيدا / صيدون، عاصمة لبنان الجنوبي – الحاضرة الفينيقية القديمة التي يقول عنها الشاعر سعيد عقل في كتابه لبنان إن حكى إنها المدينة التي كان ملوكها شعراء. وإنه لمن غرائب الصدف أنها عين المدينة التي، كما يزعم الرواة، كان المتنبي يتمنى لو يُقْطِعُهُ إياها سيفُ الدولة الحمداني ليقيم عليها مملكة خاصة به. مكان الولادة، إذن، كان قَدَرِيَّ الدلالة بأبعادها التاريخية والوطنية والثقافية. أما زمن الولادة فقد كان القَدَرَ الآخر: تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها لتولد نكبة فلسطين بتشريد شعبها العربي وإقامة دولة إسرائيل، الحدث الذي هيمن على خيال ووجدان الأجيال الناشئة، وخاصة في مدن الجنوب اللبناني التي على أطرافها أقيمت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.