إرادة التغيير وشجاعة الحلم
أليسّا ملكة قرطاج
إرادة التغيير وشجاعة الحلم
د. ناهدة سعد
في آخر مونولوج لأليسّا تقول أن آخر رحلتها هي أول حماية قرطاج ، فهكذا تحدثها الفصول ،كما توسوس لها أن آخر الرحلة هي أول مراتب المصير حيث "الهويُّ ارتقاء". ومع تقدم الحلم بالرحيل تتعاظم الحالة الوجودية للملكة وهي تعلّق على مفهوم رحلتها بأن "خسارات الدنيا سُلّم الزمن العابر بنا الى ذواتنا ، ذواتنا التي كدنا أن نضيّعها في التفافات الدروب." وفي غمرة كل هذا الحنين يتبدى للملكة أن أليسّا ليست هيلينا ولا غزالة يختطفها العابرون ، إنها "القدر الآخر لأنثوية الأرض... هي المغتصبة لأزمنة الممكن والمستحيل"، هي"قرطاج العشق والحلم والذكرى ... إنها مخاض الحياة ، تماماً كما هي مخاض الموت الذي منه تتوالد أقدار المدن". وفي نهاية ذلك المونولوغ الوجودي تؤكد أليسّا أن آخر الرحلة هي "أول مراتب المصير"، حيث من "الخريف المبكر لأليسّا سيتوالد لقرطاج ربيع وربيع وربيع."